السبت, 07 ديسمبر, 2019
الجالية اليمنية في ماليزيا تحيي ذكرى عيد الاستقلال
قال السفير اليمني في ماليزيا عادل باحميد، الاثنين 1 ديسمبر/كانون الأول، ان ذكرى 30 نوفمبر 1967 يجب ان تكون محطة لرأب الصدع بين اليمنيين، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالمستقبل أكثر من الالتفات إلى الماضي.
وأضاف في كلمة له في الندوة التوعوية التي أقامتها الجالية اليمنية واتحاد الطلبة اليمنية في ماليزيا بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين للاستقلال 30 نوفمبر: ”من يريدون اليوم ربطنا بعواصم أخرى يقول لهم 30 نوفمبر توقفوا“.
واكد ”با حميد“ أن معركة اليوم هي ”معركة وعي وليس من المصلحة التشرذم والتفكك ولذا يجب الاتفاق على ما بقى“، مشيرا إلى أن الاخطار التي تهدد اليمن اليوم ليست من الداخل فحسب بل هناك مخاطر ومهددات خارجية.
وأضاف: ”يجب على اليمنيين مثقفين ونخب وقوى سياسية أن يلتفوا حول الشرعية، وأن يتفقوا حول هدف واحد هو استعادة الدولة، ودحر الانقلاب وفي هذا تكمن المصلحة الوطنية، ولا يجب أن تشتت البوصلة كما يجري حيث صرفت الجهود لمعارك جانبية لا تخدم اليمن“.
من جانبه، قال عبد الله الحجاجي أن الهيئة الإدارية للجالية ستعمل على بذل المزيد من الجهود التوعوية التي تخدم الجالية، مشيدا بالجهود المنظمة التي تبذلها السفارة في خدمة الجالية.
وناقشت الندوة ثلاثة محاور، حيث تحدث الدكتور محمد الشاوش أستاذ الطب في جامعة الملايا عن التميز العلمي والمهني لأبناء الجالية اليمنية وأهميته في نقل صورة إيجابية عنهم، داعيا إلى إقامة الورش العلمية والحلقات النقاشية التي تخدم الجانب الأكاديمي والعلمي وتمكن الباحثين في الحصول على المزيد من المهارات العلمية التي يحتاجها الباحثين.
وأشاد ”الشاوش“ بالنجاحات التي حققها العديد من الباحثين اليمنيين في الجامعات الماليزية وحصولهم على ميداليات وشهادات تفوق، وكذلك حصول الاكاديميين اليمنيين على وظائف في الجامعات الماليزية المرموقة، داعيا إلى ضورة وجود جمعية تضم خريجي اليمن في ماليزيا لتعزيز التواصل العلمي والبحثي بين الكفاءات اليمنية سواء تلك التي عادت الى اليمن او الى تلك التي مازالت في ماليزيا أو ذهبت للعمل الأكاديمي والبحثي في مختلف جامعات العالم.
وفي محور، أخر تحدثت الدكتورة وفاء نسر عن أهمية التواصل الحضاري والثقافي مع المجتمع الماليزي واحترام التنوع الثقافي والديني في ماليزيا، داعية أبناء الجالية إلى التحلي بالأخلاق العالية في تعاملهم اليومي مع المجتمع، واحترام العادات الماليزية التي تختلف عن العادات اليمنية، لتحسين صورة اليمن من خلال السلوك واحترام القوانين المحلية.
وأشارت ”نسر“ إلى أن بعض التصرفات تسيء للمجتمع الماليزي بقصد ربما أو بدون قصد، فالمجتمع الماليزي مجتمع عمل وهو هادئ، وصبور في طبيعته ولذا فان سلوك الاستعجال المزعج يشوه بالصورة الطيبة لليمنيين وغيرها من السلوكيات، حسب تعبيرها.
الدكتور فيصل علي رئيس مركز يمنيون للدراسات، تحدث في ورقته عن دور الجاليات في التعريف بالقضية اليمنية، وقال: ”قبل الحديث عن دور الجاليات علينا التساؤل عن دور الجهات الرسمية في التعريف والتوضيح والشرح والتفسير للعالم عن كل ما يدور في اليمن، فاذا كان هذا الواجب مجرد دور تقوم به الجاليات فإنه وظيفة تقوم به الجهات المسؤولة، الخارجية والسفارات.
ولفت إلى ضرورة أن يكون هناك نوع من التعاون والتكامل بين الجاليات والجهات الرسمية للقيام بهذا الواجب الوطني. وتحدث عن إحياء ذكرى 30 نوفمبر 1967 وما تمثله من استنهاض واحياء للفكر الثوري اليمني، ساردا بعض الأحداث التي كان عليها الوضع في اليمن والمنطقة والعالم في تلك المرحلة،.
وأشار إلى أن اليمن تأثرت بالانقسام العربي يومها وبالحرب الباردة والاستقطاب العالمي، وذهاب الشمال ليكون ضمن المعسكر الرأسمالي الجنوب مع المعسكر الشيوعي، وما حدث في تلك المرحلة من مناوشات وحروب بين الشطرين في الثمانينيات من القرن الماضي، وصلت من استيراد الفكر والصراع العالمي إلى اليمن، إلى تصدير يمنين للحرب مع المعسكرين في أفغانستان "وكأنهم لم يكتفوا بالحروب المحلية" حسب تعبيره.
وأضاف: "لا تعرف القضية بالرجال ولكن اعرف القضية تعرف أهلها، ومن يريد التعريف بالقضية اليمنية عليه أن يؤمن بهدف عام لا بهدف خاص وبحق عام يخص كل اليمنين في الداخل والخارج، وأن ينطلق من المفهوم الحضاري والثقافي للهوية اليمنية، ومن المفهوم الواقعي للهوية السياسية القائمة اليوم ، وعليه التعامل بجدية مع حق الشعب اليمني في الحفاظ على دولته الحرة والمستقلة وذات السيادة، واستعادتها كلها بلا تجزئ أو تشطير، وإعادة هندسة وبناء مؤسساتها الوطنية وفقاً لتطلعات الشعب اليمني كله بكل مكوناته الاجتماعية وتنوعه الثقافي والحضاري، وعليه الانطلاق من حلم الأجيال السابقة والذي تحقق عام 1990“.
وشدد رئيس مركز يمنيون على على ضرورة التزام الجاليات بتغيير السلوك من الحالة السلبية إلى الحالة الايجابية، والالتزام بالقوانين والأنظمة واللوائح، بالارتقاء إلى مستوى الحضارة، والسعي رسميا لتعليم أطفال أبناء الجاليات في المدارس العالمية عبر مناهج الدول التي يقطنون فيها، وتثقيف الكبار من المتعلمين، والتمسك بحلم الأجيال الماضية والذي صار وقعا اليوم-الوحدة اليمنية- وإعلان الولاء المطلق للشعب اليمني الحر والتمسك بدولته وحقه في استعادتها وإعادة بنائها، والوعي الكامل بأن الشرعية هي شرعية الشعب وأن الدولة هي دولة الشعب وأن الجمهورية هي جمهورية الشعب اليمني، وهذا يستوجب العمل الجاد على مساندة ودعم هذه الشرعية وهذه الدولة وهذه الجمهورية، حسب تعبيره.
وتلت الندوة مداخلات هامة للباحثين والاكاديميين والوجهات الاجتماعية اليمنية وكلها تصب في مسألة الوعي والعمل الجاد في تحسين الصورة اليمنية في ماليزيا.