لجنة الطالبات في الاتحاد العام للطلبة اليمنيين بماليزيا تقيم ندوة بعنوان المرأة اليمنية بين الحداثة والعادات والتقاليد ودورها في التنمية
بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، وانطلاقا من أهمية الدور التنموي للمرأة اليمنية، اقامة لجنة الطالبات في الاتحاد العام للطلبة اليمنيين بماليزيا برنامج "المرأة اليمنية بين الحداثة والعادات والتقاليد ودورها في التنمية" وذلك خلال اليومين
السادس والسابع من مارس2021.
استهلت الندوة بإدارة الدكتورة سمية عبدالسميع، وبرعاية لجنة الطالبات والهيئة الإدارية للاتحاد العام للطلبة اليمنيين بماليزيا محاور البرنامج في اليوم الأول بكلمة لجنة الطالبات ألقتها الأستاذ سمية ردمان رئيسة لجنة الطالبات في الاتحاد العام، حيت فيها كلاً من السادة الحضور ولمحت الى الدور الذي يقع على عاتق المرأة اليمنية للنهوض باليمن شعباً وأرضاً وانساناً. وقالت الاستاذة سمية: "ان نقاش موضوع المرأة من جوانبهِ المتعددة، سياسياً ودينياً واقتصادياً وحقوقياً، كفيل في ابراز التحديات التي تُحيل في دمج المرأة اليمنية في عجلة التنمية."
بعد ذلك تحدثت الاستاذة حورية مشهور مدشنةً اول محاور الندوة في يومها الأول حيث وقد ناقشت في ورقتها الجانب السياسي للمرأة اليمنية. تطرقت ورقة الأستاذة مشهور للحديث عن تمكين المرأة سياسياً وقالت " إن المدخل الأساسي لتمكين النساء يستند إلى تعليم وتدريب النساء حتى تشارك المرأة مشاركة فاعلة في محيطها الاجتماعي الأسري أو المحيط العام في المجتمع." وكذلك "رفع ميزانية التعليم والتدريب والبحث العلمي وتجاوز كل التحديات التي تعترض قطاع التعليم في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، ومعالجة آثار الحرب السلبية على تعليم الفتيات خاصة في المناطق الريفية." كما دعت لتنفيذ الخطة الوطنية للقرار 1325 الصادر عن مجلس الأمن في عام 2000، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
تناولت الندوة في محورها الثاني الجانب الاقتصادي للمرأة اليمنية حيث وقد ناقشت هذهِ الورقة الأستاذة إسراء السقاف. تطرقت هذهِ الورقة الى الوسائل والأليات التي يمكن تبنيها والتي من شأنها تمكين المرأة اليمنية اقتصاديًا وفي هذا الصدد قالت الأستاذة إسراء "أن الأمر الأساسي في تبني استراتيجية تمكين النساء اقتصاديا والحد من الفقر بينهم هو مكافحة الموروث الثقافي ضد المرأة والمعوقات الاجتماعية لإشراكها الفاعل في الحياة الاقتصادية. وان على الجهات المعنية من حكومة وقطاع خاص ومانحين تبني ودعم المشاريع الاقتصادية الموجهة للنساء الفقيرات اللاتي فقدن العائل بسبب الصراعات والحروب كون أكثرهن غير مؤهلات للدخول الى سوق العمل بسبب ما يتعرضن له من عنف اقتصادي سواء كان حرمان من العمل أو غيره". وشددت السقاف على أهمية تعليم الفتيات، حيث انه عامل رئيسي لجعل الفتاة قادرة على اقتحام سوق العمل وخصوصا في ظل الأوضاع التي تعيشها اليمن.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث من الندوة والذي تناول منظمات المجتمع المدني، تحدثت الأستاذة امة السلام الذارحي عن دور منظمات المجتمع المدني في تمكين المرأة اليمنية وعن تحديد الاولويات في اعطاء البرامج الداعمة للتأهيل والتمكين. شددت الأستاذة امة السلام على الاهتمام الفعلي في هيكلة منظمات المجتمع المدني من أجل المضي بشكل مؤسسي بحيث لا تتأثر بذهاب أو غياب أشخاص عنها. ودعم مشاركة المرأة في العمل السياسي عبر الأطر الرسمية والمؤسسية. وتمكين المرأة من تقلد المناصب القيادية في مؤسسات الدولة. وعمل برامج توعوية للرجال والنساء بأهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي. وكذلك تأهيل المرأة تأهيلا مناسبا للتمكن من تقلد مناصب قيادية بكفاءة واقتدار.
وقد اختتمت اعمال الندوة النسوية في يومها الأول بالمحور الرابع والذي تطرق عن أهمية الجانب الديني في تمكين المرأة اليمنية. تطرقت الأستاذة وفاء نسر عن أهمية إعطاء المرأة الحرية والثقة في اختيار مايناسبها وحيث وقد كفلت لها النصوص الدينية ذلك. وقد تحدثت الاستاذة وفاء عن الخطأ الشائع والصورة الذهنية الخاطئة عن تشدد الدين لحرية المرأة حيث قالت "هناك خلط كبير بين ما تُمليه النصوص الدينية وبين ما تُمليه العادات والتقاليد والتي للآسف الشديد اسهمت في الحد من حرية المرأة اليمنية ومصادرة حقوقها.
وقد ذكرت نسر " ان نصوص وآداب الدين الإسلامي الحنيف كفلت للمرأة الكثير من الحقوق والحريات والتي إن وضفت بشكلها المطلوب، كفيله بالارتقاء بالمرأة اليمنية ووضعها في علاقة شراكة حقيقيه تسهم في نهضة المجتمع اليمني". اكدت الاستاذة نسر على "الاستناد في الفتاوى والتشريعات على نتائج البحوث والدراسات وايضاً تقبّل فكرة منع المباح لأسباب معينة إلى حين زوال هذه الأسباب.
وفي يوم البرنامج الثاني تم مناقشة العديد من المحاور الأخرى، هذا وقد دشنت الدكتورة نجاة صائم اول محاور اليوم الثاني بالحديث عن الجانب النفسي والاجتماعي. وقد ناقشت الدكتورة نجاة العادات والتقاليد الى جانب الضغوطات النفسية التي تعيش في ظلها المرأة اليمنية. وقالت صائم" ان الضغوطات التي تعيش في ظلها المرأة اليمنية تشكل عائق كبير في تمكينها لا سيما وقد تضاعفت هذهِ الضغوط بسبب الاحتراب والتشظي الذي يعيشهُ المجتمع اليمني. ان هذهِ الضغوط تضاعف الخناق على المرأة اليمنية وتكبيل حريتها، خصوصًا مع التجاهل الممنهج الذي يمارس عليها منذ عقود.
وقد شددت على دعم سبل انهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن. وتصحيح المفاهيم والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية المنتشرة بين عامة الناس عن المرأة. والتوعية بأهمية دور المرأة في المجتمع. و بضرورة التكافل الاجتماعي وخصوصا مع النساء الفقيرات والمعيلات لأسرهن. اعداد برامج الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة النساء. ضرورة اشراك الرجال مع النساء عند تنفيذ برامج التمكين للنساء. تدريب النساء على أساليب موجهة الضغوط النفسية والاجتماعية.
وقد تناول المحور السادس من برنامج "المرأة اليمنية بين الحداثة والعادات والتقاليد ودورها في التنمية" جانب المرأة اليمنية في مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته. وقد تناول نقاش هذا المحور الاستاذة صباح الشرعبي، حيث ذكرت تعاطي مخرجات الحوار مع المرأة اليمنية ودورها في بناء الدولة المدنية الحديثة. وقالت الأستاذة صباح "على النساء التمسك بما حققنه في وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والضغط من اجل تنفيذه ليس ذلك فحسب بل ايضاً عن طريق المطالبة والضغط لإشراك المرأة في اي محادثات سلام شامل او تسوية سياسية. وذكرت ايضاً "رفع الصوت النسوي عاليا في وجه كل المحاولات لتهميش المرأة او تجاوز مكتسباتها المقرة من مؤتمر الحوار وتطوير آليات ووسائل لمناصرة قضايا المرأة وحقوقها المكتسبة في وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل.
وعن أهمية الدور الحقوقي للمرأة اليمنية، تناولت الورقة السابعة من محاور البرنامج مدى ملائمة الحقوق القانونية التي كفلها الدستور للمرأة اليمنية ومدى تطبيقها على ارض الواقع. حيث ناقشت الأستاذة وداد الحلك هذا المحور الهام في طريق تمكين المرأة اليمنية. وشددت الأستاذة وداد على ضرورة تفعيل قرار مجلس الامن 1325 واشراك النساء في المفاوضات والمشاورات وقضايا الامن والسلام والإسراع في دمج الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان بشكل عام واتفاقيات حقوق المرأة بشكل خاص مع التشريعات والقوانين الوطنية المتعلقة بالمرأة والجانب الحقوقي. وتحدثت الحلك عن أهمية توحيد جهود الحركات النهضوية بحقوق المرأة والتي تهدف لاسترداد حرية المرأة اليمنية التي كفلها الدستور والمواثيق الدولية وشددت على أهمية التوفيق بينهما.
اختتمت محاور الندوة بالورقة الأخيرة والتي تناولت الجانب الإعلامي وأهميتهُ في تمكين المرأة اليمنية وقد ناقش هذا المحور الدكتورة إكرام العكوري حيث تطرقت الى ضرورة تمثيل المرأة في المناصب الإعلامية والإسهام في ابراز صوتها. وقالت العكوري "يجب دعم تولّي الإعلاميات مناصب وأدوار المسؤولية في قطاع الإعلام، وتمكينها من تولّي الأمور الإدارية والتحريرية للمؤسسات الإعلامية التي تعمل فيه.
وأوضحت العكوري انهُ يمكن ذلك عن طريق تفعيل دور الإعلاميات في صياغة الاستراتيجيات الإعلامية والتي من شأنها منح المرأة دوراً حقيقياً في عقد ما يلزم من حلقات نقاشية تتناول أهم القضايا التي تتعلّق بالمرأة، بحضور ومشاركة رؤساء ورئيسات التحرير في مجال المحتوى الإعلامي. وايضاً عن طريق دعم وتشجيع الأبحاث العلمية التي تتناول مجال الخطاب الإعلامي حول المرأة.