نص كلمة معالي نائب وزير شؤون المغتربين الدكتور / محمد محمد العديل في مؤتمر الهوية " اليمانيون في المهجر .. الهوية والأثر "
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين.
الاخ رئيس المؤتمر رئيس جمعية الصداقة والتعاون اليمنية
الاخ رئيس الجالية اليمنية في تركيا
الاخ رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في تركيا..
الاخوة المشاركون في المؤتمر كل باسمه وصفته مع حفظ الالقاب..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنه لمن دواعي سروري أن نشارككم في هذا المؤتمر الوطني، مؤتمر (اليمانيون في المهجر .. الهوية والأثر)، الذي أقامته جمعية الصداقة والتعاون اليمنية بالشراكة مع الجالية اليمنية واتحاد الطلاب اليمنيين في تركيا، إسهاما في تعزيز الهوية الوطنية وحمايتها من الانزواء أو الاندثار أمام الهويات الأخرى وخلق مزيداً من الولاء الحضاري للوطن.. واسمحوا لي في البداية ان انقل اليكم تحيات معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين ومباركته لكم انعقاد هذا المؤتمر البالغ الاهمية.. وبالذات في اوساط الجاليات اليمنية حول العالم.. وشكره وتقديره البالغين لدور الجالية اليمنية في تركيا بكل تكويناتها.. والذي تمثل انموذجا رائعا ورائدا لكل الجاليات اليمنية.. وعاملا مؤثرا في الحفاظ على الهوية اليمنية.
الحاضرون جميعا..
إن المغترب اليمني منذ القدم، قدم انموذجاً رائعاً ما زالت بصماته واضحة ومؤثرة إلى اليوم في عديد من دول العالم، و حفاظه على هويته الأصيلة، الدينية، والثقافية، والاجتماعية وغيرها.. فظلت الهجرة اليمنية ظاهرة حضارية متميزة، وسمة يمنية أضافت إلى التاريخ الإنساني صفحات ناصعة البياض، وأصبحت مصدر فخر واعتزاز كل يمني، فإلى جانب أنها كانت رافدا أساسيا للتنمية والبناء في الوطن، فإنها كانت أيضا مساهمة في بناء وتطور وتنمية البلدان التي هاجرت إليها ليس بهدف الجوانب المادية والعمرانية فحسب بل في نشر القيم وبناء الفكر والإنسان نفسه ولازالت آثارها شامخة وساطعة وراسخة ومؤثرة حتى الآن.
الحضور جميعا:
ان المخاطر المحدقة التي تواجه يمننا ونظامه الجمهوري وثوابته الوطنية، بفعل الجائحة الحوثية الإمامية، التي تسعى لتغيير هوية اليمنيين بهوية فارسية وأفكار ظلامية، وما تتعرض له الهوية اليمنية من هزات عنيفة كل ذلك يحتم علينا جميعا ان نستشعر الخطر اولا ثم لنقف صفا واحدا في مواجهة تجريف وطمس معالم الهوية اليمنية والذي لن ينجح بفعل وعي ومواجهة اليمنيين جميعا و لم ينجح علـى مدى القرون الماضية، فكمـا جـاء نشـوان بـن سـعيد الحميري الذي رفـض العنصرية الإمامية الكهنوتية، وجاء الزبيري ورفاقه فأجهضوا مشروع العصابات الطائفية.
الكرام جميعا.
إن الهوية اليمنية سـتبقى عصية على الطمس لأن هـذه هوية أمـة بكاملهـا وليست هوية عنصرية عصبوية قائمة علــى الاختزال فــي طائفة محددة، ومـن يحاول أن يجرف او يطمـس هـا الشعب او ينسلخ عنهـا فلا مكان له فـي المسـتقبل، وحمايـة الهوية الوطنية في الداخل والخارج هـي مسؤولية كل فئات الشـعب اليمني دون استثناء.
الأعزاء الأكارم:
إننا بحاجة إلى خلق وعي جماهيري قوي وتنويري في أوساط الجاليات اليمنية و الذي يعتبر من الأولويات الوطنية الواجبة.. وطنياً وأخلاقياً الالتفات لها، تبدأ باستشعار اليمني في الخارج المسؤولية أمام الله تجاه وطنه، ومسوؤليته الأخلاقية والقيميه تجاه بلده اليمن، لأن الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية هو بداية الطريق في وضوح الرؤية في كيفية التعامل مع القضايا الوطنية، وفي هذه النقطة يجب ان نتذكر جميعا ً أنه لايمكن القبول بفكرة أنه قد يتم الاستغناء عن الوطن بشكل مؤقت أو مستمر بوطن بديل او بمجرد الحصول على وظيفة او سبب من اسباب العيش ، فالوطن لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الاحول... ولايتسع المقام لبيان اهمية ذلك فالجميع يدرك
الحاضرون جميعا..
اسمحوا لي ان اضع بين يدي المؤتمر ما يلي..
- ضـرورة الاهتمام بهوية المغترب والمهاجر اليمني وغـرس مفهـوم الولاء الوطنـي مـن خلال تعزيـز ثقافة الهوية الاسلامية والعربية واليمنية وأهميتها، وتكثيف الجهـود الوطنيـة بهـدف المحافظـة علـى الهويـة الوطنية كموروث وطنـي للأجيال القادمة.
- العمل على محاربة الدعوات الطائفية او المناطقية أو الفئوية أو الجهوية أو الشخصية، في اوساط اليمنيين في المهجر واشاعة الثقافة الجامعة لكل اليمنيين ومواجهة حل قضايانا بإشاعة ثقافة الحوار والقبول بالآخر واحيا مبادئ التكافل والتضامن الاجتماعي وتقوية صلاته المختلفة.
- الاهتمام بالمحاضن اليمنية والسعي لزيادتها وتقويمها وتحسين ادائها ومأسستها والتي تسهم بشكل مباشر في الحفاظ على الهوية.. كالمدارس اليمنية النظامية والمدارس الصفية والاندية الرياضية والثقافية والمنتديات والجمعيات وغيرها...
أيها الإخوة..
نعم علينا أن نعلم ونربي أطفالنا الاعتزاز ببلدهم وهويتها.. بلدهم اليمن، التي تحمل إرثاً تاريخياً وحضارياً كبيراً، كما أنها جغرافياً في موقع لا يمكن تجاوزه مطلقاً، كما أن فيه كتلة بشرية قادرة على صنع المعجزات وستبني بلدها الذي سيتباهى به الجميع يوماً ما، اليمنيون كطائر العنقاء، في أي بلد كانوا أو في بلدهم نفسه، سيقهروا الظروف وسينطلقوا من جديد، ليحملوا البشرى والخير والحضارة والبناء والتقدم للامة جمعا.
في الأخير.. أبارك لجميع اليمنيين في الداخل والخارج وكل الجاليات حول العالم والذي يشارك معظمهم في هذا تنظيم هذا المؤتمر وبارك للمؤتمر مشاركة هذه النخبة اليمانية المميزة ممن سيقدمون اوراقهم فيه.. وعندي ثقة بنجاحه وثمرته، فأنتم قادرون على أن تخرجوا منه بخطة عمل قادمة، وبتوصيات ونتائج ضمن القضية التي جمعتكم،
ونحن في وزارة شؤون المغتربين سنكون لكم عونا وسندا وسنسعى الى تعميم نتائجه والاستفادة منها.
وفق الله الجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. محمد محمد العديل
نائب وزيــر شـؤون المغـتربين
27 مارس 2021م